من كتاب "الجمر والرماد - ذكريات مثقف عربي" للكاتب هشام شرابي

لفتني مقطع من كتاب هشام شرابي "الجمر والرماد" يتحدث من خلاله عن الطبقية السائدة في تلك الحقبة (وما زالت) وعن النظرة السائدة للمجتمع المخمليّ تجاه الاقل حظاً، او الأفقر:

"كان جميع الذين يدرسون في الجامعة الأميركية في بيروت من طبقة غنية أو متوسطة الحال على الأقل. كنا قلة بين عشرات الآلاف من شبان شعبنا أتيح لها أن تحصل على العلم والثقافة العالية.

ولم نكن، مع ذلك، نشعر بأننا نتمتع بامتيازات خاصة حرم منها الباقون. تعودنا أن نسكن البيوت الواسعة ونتمتع بالحياة كما نريد، لا نعرف للحرمان معنى، كأن السعادة حق طبيعي لنا. تعلمنا منذ الصغر ان ننظر إلى الفقراء بمنظار خاص.

كان الفقر جزءً من حياتنا، ولكنه كان خارجها، بعيداً عنها كالأكواخ المتناثرة حول أحيائنا الفخمة. كان الفقراء بشراً مساكين نرأف بهم ونتألم لفقرهم لكنهم كانوا ينتمون إلى عالم آخر. وكان منظر المتسولين الذين يملأون شوارع مدننا منظراً طبيعياً بالنسبة إلينا، فلم يزعجنا أو يدفعنا إلى تأنيب الضمير ولم يدر بخلدنا أن هناك علاقة بين ثرائنا وبؤسهم."







هشام شرابي هو مفكر فلسطيني، ولد في يافا في 4 ابريل/نيسان 1927 وتوفي في بيروت 13 يناير/كانون الثاني 2005، كتب في مجالات الفلسفة وعلم الاجتماع والأدب.

Comments

Popular posts from this blog

The New York Times sues OpenAI & Mircosoft

The Story of a fishermen, a frog and a Snake