دركي بعكس السير
في يوم من أيام الحرّ الشديد الذي يخترق الأجواء اللبنانية في فترات الصيف، كنت سائراً في إحدى شوارع الحمرا في بيروت و العرق يتصبب عن جبيني، متململاً متعكّر المزاج، قاضب الحاجبين، جلّ ما أريد هو أن أصل إلى بيتي في ضواحي المتن لكي أتناول الغذاء وأنام قليلاً لأنزع عن منكابيّ ضجيج النهار وحافلته رغم إن الضجيج لا ينقطع حتى داخل جدران منزلي. و إذ، على مقربة من كنيسة السيدة في وسط شارع المكحول، منظراً مألوفاً متميّزاً يُستَعرض أمام مقلتيّ. لعلها اشارة من الله ليبعث في قلبي القليل من الإبتهاج، لإني لطالما كنت ميّالاً الى الترسيم الفكاهي خصوصاً للمناظر الأكثر دراماتيكيّة. ما أَلفَ من هذا المنظر هي الدراجة النارية الآتية بعكس السير، متّجهة نحو شارع عبد العزيز بالرغم من التميّز وسخرية هذا الحدث كون سائق الدراجة هو شرطي سير، غير أن هذه الحالة ما زالت تحتفظ في بلدنا الحبيب صفة "المألوف". سأشرح لكم ما رأيت بإسهاب لعليّ أبرز لكم السبب الذي جعلني مبتهج لما تبقى من نهاري في حين، فشل أغلى الناس على قلبي منحي هذا الشعور: شرطي في العقد الثالث من العمر مربوع القامة م...